قصة حب
صفحة 1 من اصل 1
قصة حب
بسم الله الرحمن الرحيم
كان سيد منذ اللحظة الأولي التي دق قلبه فيها بحب عفاف يدرك أنها علاقة محكوم عليها بالاعدام!.. لا شيء مشترك بينهما سوي مهنة الصحافة، وفيما عداها فالفوارق كبيرة وشاسعة تبدو فيها عفاف دائما من سكان القمة بينما سيد وحيدا في السفح!.. هي من أسرة ارستقراطية وهو من عائلة بسيطة.. ومكافحة!.. تقود هي سيارة أحدث موديل بينما يحفظ سيد أرقام الأتوبيسات علي كل الخطوط.. ملابسها وعطورها وأحذيتها من عواصم أوربية شهيرة، وسيد يشتري ملابسه من أشهر محلات الموسكي ووكالة البلح!.. وكانت عفاف معروفة في الوسط الصحفي بشلة الأصدقاء والصديقات أبناء كبار المسئولين والمشاهير والنجوم، وسيد لا صديق له سوي موهبته الصحفية!.. وهكذا كانت كل الفوارق تباعد بين سيد وعفاف حتي انتماء كل منهما الرياضي كان مختلفا.. هي مفتونة بحب النادي الأهلي وتعشق فانلته الحمراء عشقا، وسيد لا يري ولا يسمع ولا يتكلم إلا عن الزمالك!.. وظل سيد يخفي هذا الحب الكبير بين ضلوعه، لا يجرؤ علي أن يصارح به حتي نفسه!
ذات يوم فوجيء سيد بعفاف في احدي اشارات المرور تنادي عليه من داخل سيارتها.. أصرت أن يركب الي جوارها وأن توصله حيث يريد.. وفي الطريق ظل مرتبكا لا تقوي عيناه علي مواجهة النور الساطع من الصحفية الحسناء.. كل شيء فيها كان بالغ الحسن والفتنة بدءا من شعرها الممزوج بلون الذهب وملمس الحرير، ومرورا بعينين تسكن فيهما زرقة البحر، وقوام ممشوق كنجمات هوليوود.. وحتي الفستان الأحمر المثير، وحذاء من نفس اللون فوق دواسة البنزين يتحرك برقة عصفور فوق غصن يتمايل علي ضوء الفجر!.. سألته عن سر شروده فإذا به خائف من أن يصارحها بما يدور في أعماقه فجاءت ردوده بلهاء بلا معني!.. عادت وسألته فجأة:
هل تعلم أن سبعة من زملائنا طلبوا يدي، ورفضتهم جميعا؟!
لا أعلم.. لكن دون أن أعرف أسماءهم أؤكد أنهم علي حق فيما طلبوا.. وأنت أيضا علي حق في رفضك.. فأنت أعظم من الزواج وأطهر من أن يكون جمالك ملكا لأحد الرجال!
صمتت عفاف.. تأملته طويلا.. دق قلبه حتي كاد يقفز من صدره.. انتابته لحظة خوف أراد أن يتغلب عليها ببعض الشجاعة.. همس لها قائلا:
هل لي أن أنصحك..
أتمني.. قل نصيحتك ربما تساعدني في حيرتي..
لا تتزوجي من شخص بهره جمالك ولحست عقله فتنة أنوثتك، تزوجي من الشخص الذي يكتشف عفاف الانسانة!!
دارت بها الدنيا، لكنهاقبل أن تسترد توازنها سمعته يطلب منها أن توقف السيارة، فقد وصل الي المكان المراد.. اتفقا علي موعد في نفس اليوم من الاسبوع التالي.. لكن لا عفاف ولا سيد نفذا الاتفاق.. نشرت كل الصحف بعد ثلاثة أيام خبر زواج عفاف من أحد كبار رجال الأعمال!.. وقالت احدي المجلات أن العريس دفع أكبر مهر في عروس مصرية 2 مليون جنيه وشقة علي النيل وسيارة أحدث موديل!.. ومضت سنوات انقطعت فيها أخبار عفاف وانطلق سيد بموهبته الصحفية من نجاح الي نجاح دون أن يشعر أحد بجبل الحزن الجاثم فوق قلبه منذ اختفت عفاف واختفت معها صديقتها هيام التي سافرت هي الأخري الي باريس واستقرت فيها مع زوجها!
بعد سنوات عاد اسم عفاف يقفز من جديد الي الأضواء بعد أن طلقها زوجها الملياردير وأصيبت بمرض خطير رفضت معه كل محاولات سفرها للخارج!.. وعرف الجميع أن الاكتئاب منعها من مقابلة أي زائر مهما كان شأنه!.. وفجأة.. نشرت الأهرام خبر رحيلها!
عاش سيد أياما مرعبة مع شريط الذكريات الذي كان يرجع اليه كلما ضاقت به الحياة.. تذكرها يوم اتصلت به وسألته عن مقال 'صاحبة الفستان الأحمر' وهل كانت هي المقصودة، فإذا به يتلعثم ويرتبك ويؤكد لها أن المقصودة كانت امرأة رآها بالصدفة في حفل زفاف صديق له!.. يومها أغلقت الخط في وجهه ثم اعتذرت له بعد ثلاثة أيام بحجة أن الحرارة كثيرا ما تنقطع عن تليفونها بلا سبب!
.. أصبحت أجمل جميلات الصحافة المصرية ذكري جميلة ممزوجة بالمرارة، حتي كان الاسبوع الماضي حينما سافر سيد الي الاسكندرية، وأخذته الصدفة الي لقاء 'هيام' التي تعرفت عليه بسهولة بينما ظل هو مرتبكا للحظات يحاول أن يتذكر اسمها.. وأين رآها؟!
رحب بها سيد بحرارة وأصرت هي أن تدعوه علي طعام الغداء ليسمع خبرا بمليون جنيه!.. وجلس يستمع اليها في لهفة.. همست قائلة:
تعرف يا سيد أن عفاف الله يرحمها كانت تراسلني في أيامها الأخيرة.. كان يصلني منها خطاب يوميا يحمل آخر أخبارها في حياة العزلة التي تعيشها، وكأنها تكتب مذكراتها التي كانت تحمل أسرارا خطيرة!.. من هذه الأسرار بضعة سطور كتبتها لي عنك.. ومازلت أحتفظ بهذا الخطاب في بيتي، لو تود أن أحضره لك غدا فليس عندي مانع!
التقينا في اليوم التالي.. التقط سيد الخطاب ويده ترتعش وقلبه يرتجف فور أن وقعت عيناه علي سطور الخطاب المكتوبة بخط يد عفاف.. وتحت السطور التي وضعت تحتها خطوطا حمراء كتبت تقول:
'.. أعرف يا هيام انه لم يبق من عمري سوي أيام أو ساعات.. أو لحظات.. انتظر الموت في كل ثانية تمر.. كنت أتمني لو انك كنت بجواري أو كان سيد! كل كلمة قالها لي سيد أثبتت الأيام صحتها.. خدعوني الذين انبهروا بجمالي.. تخلوا عني فور علمهم انني أعالج كيميائيا.. يا ليتني اخترت الرجل الذي حاول اكتشاف عفاف الانسانة في أعماقي!.. لقد أحببت سيد في صمت مثلما أحبني هو في صمت.. كان عذري انني امرأة ولا يمكن أن أبادر باعلان حبي لرجل! وكان عذره انه لا يملك القدرة علي المواجهة لاحساسه بالفقر الذي يتربص به، ونسي انه يمتلك قلبا أغلي من كنوز الدنيا!.. الآن وأنا فوق سرير الموت أتمني لقاءه.. ولو حدث هذا اللقاء بشكل غير مقصود وصنعته الصدفة وحدها سوف أبادر باعلان حبي له وان كنت لا أتمني من الدنيا شيئا الآن أكثر من أن أسمع منه هو بالذات كلمة 'بحبك'.. حتي لو كانت آخر كلمة أسمعها ثم أموت!.. لكن أين هو.. وأين أنا؟!
تكهرب سيد.. شعر كأنه يصعق.. حبس دموعه في عينيه.. سأل هيام عن عنوان المقابر التي دفنت فيها عفاف.. طار الي هناك.. فتح له الحارس المقبرة.. دخل يحرك قدميه بصعوبة.. دون أن يشعر جثا علي ركبتيه.. انهمرت دموعه كالمطر.. نادي علي عفاف.. وراح يهمس بكلمات لم يسمعها غيره!.. ثم أرهف السمع كأنه يتلقي ردا!
هل كان يخبرها بالكلمة التي ماتت قبل أن تسمعها.. أم انه كان يسمع منها عتابا.. يتخيله!
هل كان المشهد نهاية باكية لقصة الحب الكبير.. أم انه كان بداية لحب جديد ترويه الدموع..!
الضاحكة الباكية!
ذات يوم فوجيء سيد بعفاف في احدي اشارات المرور تنادي عليه من داخل سيارتها.. أصرت أن يركب الي جوارها وأن توصله حيث يريد.. وفي الطريق ظل مرتبكا لا تقوي عيناه علي مواجهة النور الساطع من الصحفية الحسناء.. كل شيء فيها كان بالغ الحسن والفتنة بدءا من شعرها الممزوج بلون الذهب وملمس الحرير، ومرورا بعينين تسكن فيهما زرقة البحر، وقوام ممشوق كنجمات هوليوود.. وحتي الفستان الأحمر المثير، وحذاء من نفس اللون فوق دواسة البنزين يتحرك برقة عصفور فوق غصن يتمايل علي ضوء الفجر!.. سألته عن سر شروده فإذا به خائف من أن يصارحها بما يدور في أعماقه فجاءت ردوده بلهاء بلا معني!.. عادت وسألته فجأة:
هل تعلم أن سبعة من زملائنا طلبوا يدي، ورفضتهم جميعا؟!
لا أعلم.. لكن دون أن أعرف أسماءهم أؤكد أنهم علي حق فيما طلبوا.. وأنت أيضا علي حق في رفضك.. فأنت أعظم من الزواج وأطهر من أن يكون جمالك ملكا لأحد الرجال!
صمتت عفاف.. تأملته طويلا.. دق قلبه حتي كاد يقفز من صدره.. انتابته لحظة خوف أراد أن يتغلب عليها ببعض الشجاعة.. همس لها قائلا:
هل لي أن أنصحك..
أتمني.. قل نصيحتك ربما تساعدني في حيرتي..
لا تتزوجي من شخص بهره جمالك ولحست عقله فتنة أنوثتك، تزوجي من الشخص الذي يكتشف عفاف الانسانة!!
دارت بها الدنيا، لكنهاقبل أن تسترد توازنها سمعته يطلب منها أن توقف السيارة، فقد وصل الي المكان المراد.. اتفقا علي موعد في نفس اليوم من الاسبوع التالي.. لكن لا عفاف ولا سيد نفذا الاتفاق.. نشرت كل الصحف بعد ثلاثة أيام خبر زواج عفاف من أحد كبار رجال الأعمال!.. وقالت احدي المجلات أن العريس دفع أكبر مهر في عروس مصرية 2 مليون جنيه وشقة علي النيل وسيارة أحدث موديل!.. ومضت سنوات انقطعت فيها أخبار عفاف وانطلق سيد بموهبته الصحفية من نجاح الي نجاح دون أن يشعر أحد بجبل الحزن الجاثم فوق قلبه منذ اختفت عفاف واختفت معها صديقتها هيام التي سافرت هي الأخري الي باريس واستقرت فيها مع زوجها!
بعد سنوات عاد اسم عفاف يقفز من جديد الي الأضواء بعد أن طلقها زوجها الملياردير وأصيبت بمرض خطير رفضت معه كل محاولات سفرها للخارج!.. وعرف الجميع أن الاكتئاب منعها من مقابلة أي زائر مهما كان شأنه!.. وفجأة.. نشرت الأهرام خبر رحيلها!
عاش سيد أياما مرعبة مع شريط الذكريات الذي كان يرجع اليه كلما ضاقت به الحياة.. تذكرها يوم اتصلت به وسألته عن مقال 'صاحبة الفستان الأحمر' وهل كانت هي المقصودة، فإذا به يتلعثم ويرتبك ويؤكد لها أن المقصودة كانت امرأة رآها بالصدفة في حفل زفاف صديق له!.. يومها أغلقت الخط في وجهه ثم اعتذرت له بعد ثلاثة أيام بحجة أن الحرارة كثيرا ما تنقطع عن تليفونها بلا سبب!
.. أصبحت أجمل جميلات الصحافة المصرية ذكري جميلة ممزوجة بالمرارة، حتي كان الاسبوع الماضي حينما سافر سيد الي الاسكندرية، وأخذته الصدفة الي لقاء 'هيام' التي تعرفت عليه بسهولة بينما ظل هو مرتبكا للحظات يحاول أن يتذكر اسمها.. وأين رآها؟!
رحب بها سيد بحرارة وأصرت هي أن تدعوه علي طعام الغداء ليسمع خبرا بمليون جنيه!.. وجلس يستمع اليها في لهفة.. همست قائلة:
تعرف يا سيد أن عفاف الله يرحمها كانت تراسلني في أيامها الأخيرة.. كان يصلني منها خطاب يوميا يحمل آخر أخبارها في حياة العزلة التي تعيشها، وكأنها تكتب مذكراتها التي كانت تحمل أسرارا خطيرة!.. من هذه الأسرار بضعة سطور كتبتها لي عنك.. ومازلت أحتفظ بهذا الخطاب في بيتي، لو تود أن أحضره لك غدا فليس عندي مانع!
التقينا في اليوم التالي.. التقط سيد الخطاب ويده ترتعش وقلبه يرتجف فور أن وقعت عيناه علي سطور الخطاب المكتوبة بخط يد عفاف.. وتحت السطور التي وضعت تحتها خطوطا حمراء كتبت تقول:
'.. أعرف يا هيام انه لم يبق من عمري سوي أيام أو ساعات.. أو لحظات.. انتظر الموت في كل ثانية تمر.. كنت أتمني لو انك كنت بجواري أو كان سيد! كل كلمة قالها لي سيد أثبتت الأيام صحتها.. خدعوني الذين انبهروا بجمالي.. تخلوا عني فور علمهم انني أعالج كيميائيا.. يا ليتني اخترت الرجل الذي حاول اكتشاف عفاف الانسانة في أعماقي!.. لقد أحببت سيد في صمت مثلما أحبني هو في صمت.. كان عذري انني امرأة ولا يمكن أن أبادر باعلان حبي لرجل! وكان عذره انه لا يملك القدرة علي المواجهة لاحساسه بالفقر الذي يتربص به، ونسي انه يمتلك قلبا أغلي من كنوز الدنيا!.. الآن وأنا فوق سرير الموت أتمني لقاءه.. ولو حدث هذا اللقاء بشكل غير مقصود وصنعته الصدفة وحدها سوف أبادر باعلان حبي له وان كنت لا أتمني من الدنيا شيئا الآن أكثر من أن أسمع منه هو بالذات كلمة 'بحبك'.. حتي لو كانت آخر كلمة أسمعها ثم أموت!.. لكن أين هو.. وأين أنا؟!
تكهرب سيد.. شعر كأنه يصعق.. حبس دموعه في عينيه.. سأل هيام عن عنوان المقابر التي دفنت فيها عفاف.. طار الي هناك.. فتح له الحارس المقبرة.. دخل يحرك قدميه بصعوبة.. دون أن يشعر جثا علي ركبتيه.. انهمرت دموعه كالمطر.. نادي علي عفاف.. وراح يهمس بكلمات لم يسمعها غيره!.. ثم أرهف السمع كأنه يتلقي ردا!
هل كان يخبرها بالكلمة التي ماتت قبل أن تسمعها.. أم انه كان يسمع منها عتابا.. يتخيله!
هل كان المشهد نهاية باكية لقصة الحب الكبير.. أم انه كان بداية لحب جديد ترويه الدموع..!
الضاحكة الباكية!
rozan0 :: آدًٍآرٌٍة آلمًنْتُِِّْدًٍى ::
- عدد الرسائل : 115
العمر : 35
الاقامة : غزه
الوظيفة : طالبة
المزاج : نصه تمام ورايق ونصه معكنن
تاريخ التسجيل : 31/08/2007
لعبة رمى النرد
لعبة رمى النرد:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى